الغذاء والدواء تصدر قرارات جديدة تغير شكل وطريقة بيع الغذاء والطعام في المملكة وتحدد تاريخ بداية تطبيق القرارات

الغذاء والدواء تصدر قرارات جديدة تغير شكل وطريقة بيع الغذاء والطعام في المملكة
  • آخر تحديث

في إطار التزامها بتحقيق نقلة نوعية في معايير السلامة الغذائية، أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية عن بدء تطبيق اللوائح الفنية الجديدة الخاصة بالتغذية ابتداء من الأول من يوليو القادم.

الغذاء والدواء تصدر قرارات جديدة تغير شكل وطريقة بيع الغذاء والطعام في المملكة

تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين نمط الغذاء اليومي ورفع جودة حياة المواطنين، بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030 الطموحة في بناء مجتمع صحي ومتوازن.

تحديث الأنظمة الرقابية

أوضح أحد كبار مسؤولي الهيئة أن هذه اللوائح تأتي في سياق جهود متواصلة لتطوير النظام الرقابي المعمول به في المملكة، حيث تم تحديث الاشتراطات الفنية لتصبح أكثر دقة وصرامة.

تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان التزام كافة الشركات المصنعة والمستوردة بأعلى المعايير الغذائية، بما يتماشى مع أفضل التجارب الدولية في سلامة الأغذية وجودة مكوناتها.

تركيز على العناصر الغذائية الحساسة

تتضمن اللوائح الجديدة اشتراطات متقدمة تتعلق بطريقة عرض المعلومات الغذائية على عبوات المنتجات، بما في ذلك تحديد القيم الدقيقة للسعرات الحرارية، والدهون، والسكريات، والصوديوم، وغيرها من العناصر المرتبطة بصحة المستهلك.

كما تلزم الشركات بإعادة تصميم الملصقات بحيث تكون واضحة وسهلة القراءة للمستهلك العادي، مع مراعاة الشفافية في إعلان المكونات المستخدمة.

ملصقات ملونة لتسهيل القرارات الصحية

أحد الابتكارات البارزة التي تتضمنها اللوائح هو نظام "بطاقات التغذية الملونة"، حيث تصنّف المنتجات وفق ألوان ثلاثية: الأحمر للمستويات العالية من المكونات الضارة، والبرتقالي للمستويات المتوسطة، والأخضر للمستويات الآمنة والمفيدة.

يهدف هذا النظام إلى تمكين المستهلك من اتخاذ قرارات صحية فورية وسهلة عند التسوق، اعتماد على مؤشرات بصرية بسيطة.

التزام صارم بالإفصاح

وفقًا للمتطلبات الجديدة، أصبحت الشركات ملزمة بالكشف الكامل عن جميع المكونات، بما في ذلك المواد الحافظة، والنكهات الاصطناعية، والملونات.

كما تفرض على المنشآت تحذيرات واضحة بخصوص وجود مكونات قد تسبب حساسية لبعض الأفراد، مثل منتجات الحليب، والغلوتين، والمكسرات، ما يضمن سلامة أكبر للمستهلكين من الفئات الأكثر عرضة للخطر.

نهاية المهلة وبداية الحزم

منحت الهيئة العامة للغذاء والدواء الشركات الغذائية مهلة زمنية بدأت قبل أشهر لتعديل أوضاعها بما يتماشى مع اللوائح الجديدة، غير أن هذه المهلة ستنتهي رسميا في نهاية شهر يونيو.

ابتداء من الأول من يوليو، ستفعل آليات الرقابة الصارمة، حيث ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق المنتجات المخالفة، والتي قد تشمل سحبها من الأسواق فورا، بالتعاون مع وزارتي الصحة والتجارة لضمان التنفيذ الحازم.

حملات توعية متزامنة

حرصت الهيئة على إطلاق حملات إعلامية وتوعوية موسعة بالتزامن مع بدء تطبيق اللوائح، تستهدف جميع شرائح المجتمع بهدف شرح معاني الملصقات الجديدة، وتوجيه المستهلك نحو فهم أعمق لمكوناتها، وتشجيعه على القراءة الدقيقة قبل الشراء، مما يعزز من فرصه في اختيار بدائل صحية ومغذية.

دور المستهلك في الرقابة

لتفعيل الرقابة المجتمعية، سيتم تخصيص بوابات إلكترونية تتيح للمستهلكين الإبلاغ عن أي منتج لا يلتزم باللوائح، أو في حال وجود مزاعم صحية مضللة على عبوات الغذاء.

بذلك، يصبح المواطن شريك حقيقي في عملية الرقابة، وجزء فاعل في منظومة حماية الصحة العامة.

دعم الصناعة الوطنية وتعزيز التنافسية

أشار المسؤول إلى أن هذه اللوائح لن تقتصر على حماية المستهلك فحسب، بل ستسهم أيضا في دعم الصناعة الوطنية، من خلال دفع المصانع المحلية إلى الابتكار في تقديم منتجات غذائية ذات جودة عالية ومتوافقة مع المعايير الصحية العالمية.

هذه الخطوة تعزز من تنافسية المنتجات السعودية في الأسواق المحلية والدولية على حد سواء.

خطوة منسجمة مع أهداف رؤية 2030

تمثل هذه الإجراءات عنصر محوري في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، والتي تسعى إلى رفع جودة الحياة، وتعزيز أنماط التغذية الصحية، وتقليل معدلات الأمراض المزمنة التي تشكل عبئ متزايد على القطاع الصحي، مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.

دعوة للتعاون من أجل المستقبل

وفي ختام التصريح، وجه المسؤول دعوة صريحة إلى كافة الشركات العاملة في القطاع الغذائي للتعاون الفعّال مع الهيئة خلال هذه المرحلة الانتقالية.

مؤكد أن الغاية ليست فقط الامتثال للوائح الجديدة، بل خلق ثقافة غذائية واعية تسهم في تقليل العبء الصحي، وبناء مجتمع يتمتع بالمعرفة والقدرة على اتخاذ خيارات صحية واعية في كل وجبة.