أمانة جدة تفاجئ سكان أهم أحياء جدة القديمة التي لم يصلها مشروع الهدد بقرار اخلاء فوري قبل هذا التاريخ

أمانة جدة تفاجئ سكان أهم أحياء جدة القديمة التي لم يصلها مشروع الهدد بقرار اخلاء فوري
  • آخر تحديث

أطلقت أمانة محافظة جدة حملة ميدانية شاملة لإزالة التعديات والمباني العشوائية في حي الخمرة، أحد الأحياء المعروفة في الجزء الجنوبي من المدينة، ضمن خطة موسّعة تهدف إلى إصلاح المشهد الحضري، واستعادة النظام العمراني والبيئي، بما يتماشى مع رؤية المملكة في تحسين جودة الحياة والارتقاء بالمرافق الحضرية.

أمانة جدة تفاجئ سكان أهم أحياء جدة القديمة التي لم يصلها مشروع الهدد بقرار اخلاء فوري 

تهدف الحملة إلى إزالة جميع المباني والأسوار التي شُيّدت دون تراخيص قانونية، والتي تمثل تعدي صريح على الأراضي الحكومية.

وقد بدأ التنفيذ الفعلي للحملة بمشاركة فرق ميدانية متخصصة، حيث تم رصد المخالفات والتعامل معها بإجراءات مباشرة، وذلك لضمان تطبيق الأنظمة البلدية وحماية الأملاك العامة.

تفاصيل الحملة

في أولى مراحل التنفيذ، باشرت فرق الأمانة عمليات إزالة مكثفة للمباني غير النظامية والمقامة عشوائيًا شرق حي الخمرة، وذلك بعد توثيقها كمواقع مخالفة.

وتركزت الأعمال على استعادة المساحات المتعدى عليها ومعالجة مظاهر التشوه البصري الناتج عن البناء غير المرخص وممارسات الاستخدام الخاطئ للأراضي.

وبحسب الجهات المعنية، فإن هذه الحملة تأتي ضمن سلسلة من الخطط التطويرية التي تشمل عدة أحياء في محافظة جدة، والتي تعاني من مشكلات مشابهة تتعلق بالتعديات، والإهمال البيئي، وسوء التخطيط العمراني.

دوافع تنظيمية وبيئية تدفع للتنفيذ الفوري

صرّح المتحدث الرسمي لأمانة جدة، محمد البقمي، أن هذه الحملة لم تأتي من فراغ، بل جاءت استجابة لتقارير ميدانية متعددة كشفت عن حجم الانتهاكات في حي الخمرة.

وأوضح أن الحي عرف لفترة طويلة بكونه من أكثر المواقع تضرر بيئي وبصري، نتيجة لانتشار مواقع السكراب، ومخلفات الورش، والتسبب في اندلاع حرائق متكررة.

ومن أبرز التحديات التي كانت تواجه الحي:

  • عدم وجود رخص نظامية للبناء.
  • الافتقار إلى البنية التحتية المهيأة.
  • انتشار الأنشطة غير المرخصة مثل السكراب والخردة.
  • خطر بيئي داهم بسبب التلوث والحرائق المستمرة.

وتمكنت الجهات المختصة من استعادة ما يقارب 3.5 مليون متر مربع من الأراضي التي كانت محل تعدٍ صريح، وهو إنجاز نوعي يعكس جدية التعامل مع هذا الملف.

الحملة لا تشمل جميع أحياء شرق جدة

أوضح المتحدث الرسمي أن المناطق الواقعة شرق جدة لا تدخل جميعها ضمن خطة الإزالة الحالية، بل تخضع للمراقبة الدورية.

يتم رصد أي مخالفة بناء أو تعدي على الأنظمة ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة فورا دون انتظار إدراج الحي في خطة إزالة شاملة.

يأتي ذلك في إطار سياسة أمانة جدة القائمة على الاستباقية والمواجهة الميدانية للمخالفات العمرانية، وهو ما يعزز من كفاءة النظام الحضري ويمنع تشكل عشوائيات جديدة.

إزالة العشوائيات

تؤكد الجهات المعنية أن الهدف من هذه الحملة لا يقتصر على إعادة السيطرة على الأراضي الحكومية، بل يمتد إلى:

  • التصدي لظواهر التلوث البصري والبيئي.
  • منع الأنشطة العشوائية التي تهدد السلامة العامة مثل تجارة السكراب.
  • التقليل من معدلات اندلاع الحرائق المتكررة في الأحياء غير المنظمة.
  • مكافحة سرقة الكيابل ومعدات البنية التحتية.
  • إعادة تنظيم شبكة الخدمات البلدية وفق المعايير الحديثة.

وقد أزالت فرق الأمانة خلال الحملة عدد من المواقع المخالفة التي كانت تستخدم لتخزين المواد السكرابية والخردة، وهو ما ساهم بشكل مباشر في حماية السكان المجاورين من مخاطر التلوث والحرائق.

حي الخمرة

يعد حي الخمرة من أكبر المناطق الحيوية جنوب محافظة جدة، بمساحة تتجاوز 2 مليون متر مربع، منها ما يزيد عن مليون متر مربع قابلة للتطوير.

يتميز الحي بموقع لوجستي فريد يطل على طريق الليث السريع، ويخدم شبكة واسعة من الأحياء المتصلة غرب المدينة.

بالإضافة إلى قيمته الاقتصادية، فإن قرب الحي من الموانئ والمراكز التجارية يجعله محوري في خطة تنظيم وتطوير جنوب جدة، ما يستدعي تطبيق أعلى معايير التنظيم العمراني عليه.

يبتعد حي الخمرة عن مركز مدينة جدة بنحو 28.7 كيلومتر، ما يجعله نقطة انتقال بين المناطق المركزية وأطراف المدينة الجنوبية.

وهذا ما يبرز أهمية تنظيمه وتأهيله ليتوافق مع النمو السكاني والاقتصادي المستقبلي.

التطلعات المستقبلية

تعد حملة إزالة العشوائيات في حي الخمرة جزء من خطة أشمل تهدف إلى:

  • تحقيق بيئة حضرية مستدامة.
  • دعم الاقتصاد المحلي عبر تمكين الاستثمار في الأراضي المستعادة.
  • توفير بيئة آمنة وصحية للسكان.
  • تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في قطاعي التنمية الحضرية والبيئة.

وتؤكد الأمانة العامة لمحافظة جدة استمرار هذه الجهود خلال المرحلة القادمة، مع توسع متدرج يشمل مناطق أخرى تعاني من التعديات والتشوه البصري، حرص على تحويل جدة إلى مدينة نموذجية في التنظيم والبنية التحتية.