الكشف عن التقنية الجديدة التي تم استخدامها للتحكم في حركة الحجاج في مشعر عرفات والجمرات وانهت مشاكل الزحام والتكدس في جبل الرحمة

الكشف عن التقنية الجديدة التي تم استخدامها للتحكم في حركة الحجاج في مشعر عرفات والجمرات
  • آخر تحديث

في إطار سعيها المتواصل لتطوير إدارة موسم الحج وتحقيق أعلى درجات الكفاءة والسلامة، بدأت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالتعاون الوثيق مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، في تطبيق منظومة متقدمة من التقنيات الحديثة، تجمع بين الصور الفضائية عالية الدقة والذكاء الاصطناعي الجيومكاني (GeoAI) والبيانات اللحظية.

الكشف عن التقنية الجديدة التي تم استخدامها للتحكم في حركة الحجاج في مشعر عرفات والجمرات

وتهدف هذه المبادرة إلى مراقبة دقيقة وفورية للحركة البشرية والمرورية في مختلف المواقع الحيوية، ما يمكن الجهات المعنية من اتخاذ قرارات سريعة ومبنية على بيانات ميدانية دقيقة.

رصد دقيق للحركة المرورية والبشرية في المواقع الحيوية بمكة

تشمل منظومة التحليل الذكية عدة مواقع محورية، تتمثل في:

  • مداخل مكة المكرمة: حيث تستخدم الصور الفضائية وتحليل البيانات لمراقبة تدفقات المركبات وتحديد أوقات الذروة المرورية، مما يساهم في تنظيم الدخول والخروج بانسيابية عالية.
  • المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام: تراقب هذه المنطقة بدقة فائقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتتبع كثافة الحشود حول المسجد، وتقديم إشارات تنبيه في حال قرب التكدس أو تجاوز الحدود الآمنة.
  • طرق المشاعر المقدسة: يتم تحليل حركة التنقلات بين المشاعر (منى، مزدلفة، وعرفات) باستخدام البيانات الفورية، مما يساعد في التنبؤ بمواقع الازدحام قبل حدوثها، واتخاذ إجراءات تنظيمية مسبقة.

الأهداف الرئيسة لتطبيق التقنيات الجيومكانية والذكاء الاصطناعي

جاءت هذه الخطوة ضمن رؤية شاملة لتعزيز مستوى الخدمات المقدمة للحجاج، وتتمثل الأهداف الجوهرية في النقاط التالية:

  • اتخاذ قرارات فورية مدعومة ببيانات دقيقة: حيث توفر المنظومة تحليلات آنية تسهم في سرعة الاستجابة للمستجدات الميدانية.
  • تحسين توزيع الحشود في الأماكن المقدسة: عبر تتبع أماكن الكثافة وتوجيه الحجاج نحو المسارات الأقل ازدحامًا.
  • ضمان أعلى درجات الأمان والسلامة للحجاج: من خلال تقليل احتمالات التكدس والمخاطر المرتبطة به.
  • رفع كفاءة التنسيق بين الجهات التشغيلية: إذ تُتيح البيانات اللحظية مستوى عالي من التكامل بين الفرق الميدانية، مما يسهل تنفيذ الخطط التنظيمية بدقة وسلاسة.

نقلة نوعية في توظيف التقنية لخدمة ضيوف الرحمن

يمثل هذا المشروع خطوة متقدمة في إطار التحول الرقمي الذي تشهده المملكة، حيث يجسد نموذج عالمي يحتذى به في توظيف التقنيات الجيومكانية لخدمة المناسبات الدينية الكبرى.

وبفضل هذا التعاون بين المؤسسات الوطنية، أصبحت إدارة الحشود خلال موسم الحج أكثر احترافية، إذ تعتمد على الذكاء الإصطناعي والتحليل اللحظي بدلا من التقديرات التقليدية، وهو ما ينعكس إيجابي على سلامة ضيوف الرحمن، وجودة تجربة الحج عموما.

مستقبل ذكي وآمن لإدارة الحشود في المشاعر المقدسة

تعد هذه المبادرة نموذج فعال لما يمكن أن تحققه التحولات التقنية الحديثة في تنظيم المناسبات الكبرى ذات الكثافة العالية، خاصة في موسم الحج الذي يشهد تدفق ملايين المسلمين من أنحاء العالم.

ومع استمرار التطوير والتكامل بين الجهات المعنية، يبدو مستقبل إدارة الحشود في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أكثر أمان، وتنظيم، وكفاءة، في ظل رؤية طموحة تضع الإنسان في صميم اهتماماتها وتسخر العلم والتكنولوجيا لخدمته.