السعودية: مفاجأة في ما يفعله الحجاج القادمون من الصين فور وصولهم الى مكة المكرمة

مفاجأة في ما يفعله الحجاج القادمون من الصين فور وصولهم الى مكة المكرمة
  • آخر تحديث

في مشهد مؤثر حمل في طياته الكثير من القيم الدينية والإنسانية، وثقت أمانة العاصمة المقدسة لحظات استثنائية لمجموعة من الحجاج القادمين من الصين وهم ينهمكون في تنظيف شوارع مكة المكرمة خلال موسم الحج للعام الهجري 1446.

مفاجأة في ما يفعله الحجاج القادمون من الصين فور وصولهم الى مكة المكرمة 

هذه المبادرة التطوعية الفريدة لاقت رواج واسع على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرت نموذج حي لروح المسؤولية والتقدير للمكان المقدس، كما عكست صورة ناصعة عن التزام الحجاج القادمين من أقاصي الأرض بنشر الخير والتعاون في أرض الحرمين.

لقطات توثق العمل التطوعي

أظهر مقطع الفيديو الذي نشرته أمانة العاصمة المقدسة عدد من الحجاج الصينيين وهم ينظفون الشوارع المحيطة بمكة المكرمة، في مشهد لاقى إعجاب آلاف المتابعين.

ورغم بساطة الأدوات التي استخدموها، فإن عظمة هذا العمل التطوعي تتجلى في معناه الرمزي، حيث يعبّر عن حب خالص وانتماء صادق للمكان الذي يحمل قدسية لا تضاهى لدى المسلمين.

المبادرة نابعة من القلب

في تصريح عبر عن عمق الارتباط الروحي بمدينة مكة المكرمة، قال أحد الحجاج المشاركين في المبادرة: "مكة في قلوبنا وقلوب كل المسلمين، ونظافتها تعبير عن حبنا لهذا المكان المقدس".

وأكد الحجاج الصينيون أن هذه المبادرة جاءت بشكل عفوي، دون أن يطلبها منهم أحد، إذ اعتبروها جزء من أخلاق الإسلام، وسلوك حضاري يجب أن يتمسك به كل من يزور الأماكن المقدسة، إكرام لحرمتها ومكانتها الرفيعة في قلوب المسلمين.

سنة حسنة تتكرر في كل موسم حج

أوضح الحجاج أن هذا العمل التطوعي لم يكن تجربة أولى، بل أصبح تقليد سنوي يحرصون عليه في كل مرة يحظون فيها بشرف أداء مناسك الحج.

ويؤمن هؤلاء الحجاج بأن إماطة الأذى عن الطريق لا تقتصر على الحياة اليومية في بلدانهم، بل يجب أن تكون سلوك راسخ يمارس في كل مكان، خصوصا في الحرم ومحيطه، حيث تزداد أعداد الحجاج وتتعاظم الحاجة إلى النظافة والنظام.

تكريم رسمي من أمانة العاصمة المقدسة في مواسم سابقة

لم تكن هذه المبادرة محط إعجاب المتابعين فقط، بل حظيت أيضا بتقدير الجهات الرسمية، إذ كانت أمانة العاصمة المقدسة قد كرمت في موسم الحج السابق (1445هـ) عدد من الحجاج الصينيين نظير مشاركتهم الفعالة في تنظيف أحد الأنفاق في المشاعر المقدسة، مؤكدة أن هذا النوع من المبادرات التطوعية يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج.

أمانة العاصمة

من جانبها، ثمنت أمانة العاصمة المقدسة هذه الجهود، مشيدة بروح التعاون التي أظهرها الحجاج في دعم جهود النظافة العامة.

وأكدت الأمانة أن مثل هذه الأعمال التطوعية تعزز من فعالية خططها التشغيلية، وتساعد في الحفاظ على مكة المكرمة بيئة نظيفة وآمنة وصحية تليق بزوار بيت الله الحرام، خاصة في ظل الأعداد الضخمة التي تتوافد كل عام لأداء الشعائر.

قيم التعاون والمسؤولية المجتمعية تتجلى في مواقف الحجاج

تبرز هذه المبادرة روح إيجابية مدهشة، تعكس عمق القيم الإسلامية التي يحملها ضيوف الرحمن من مختلف الثقافات والخلفيات.

إن ما قام به الحجاج الصينيون يجسد نموذج راقي للتطوع النابع من الإيمان، ويؤكد أن رسالة الحج لا تقتصر على أداء المناسك فقط، بل تمتد لتشمل كل سلوك إيجابي يعزز من جودة التجربة الجماعية في أطهر بقاع الأرض.

الحجاج رسل حضارة وسفراء خير

إن الحجاج الصينيين الذين اختاروا أن يساهموا بنظافة شوارع مكة المكرمة، دون طلب أو توجيه، قدموا للعالم أجمع درس عملي في حب الأماكن المقدسة، وروح العطاء الخالص.

فمن خلال هذه المبادرة، أثبتوا أن كل حاج يستطيع أن يكون سفير لبلده، وحامل لقيم الإسلام السمحة، ليس فقط بالكلمات، بل بالفعل والمبادرة والإيثار.