كشف سر الحوادث المرعبة التي تحدث كل ليلة بعد غياب الشمس في هذا الشارع في جدة

كشف سر الحوادث المرعبة التي تحدث كل ليلة بعد غياب الشمس
  • آخر تحديث

في أعماق حي النور بمحافظة جدة، يعيش السكان حالة من القلق والخوف المتجدد مع كل مساء، حيث يتحول شارع غانم بن راجح أحد الشرايين الحيوية التي تربط الحي بمناطقه السكنية والتجارية والتعليمية إلى مساحة موحشة، مهددة للحياة بدلا من أن تكون ممر آمن ونابض بالحركة.

كشف سر الحوادث المرعبة التي تحدث كل ليلة بعد غياب الشمس

هذا الشارع الذي يفترض أن يكون رمز للبنية التحتية المتطورة في مدينة كبرى مثل جدة، بات مثال حي على الإهمال المزمن وتجاهل احتياجات المواطنين، بحسب شكاوى السكان المستمرة.

مطلب بسيط لكنه مصيري

لم تكن المطالبات التي وجهها أهالي حي النور مبالغ فيها أو نابعة من ترف، بل جاءت نتيجة معاناة حقيقية تتعلق بعنصر أساسي من عناصر السلامة العامة: الإنارة.

فالسكان لم يطالبوا بتجديد أرصفة أو زراعة أشجار زينة، بل دعوا فقط لتوفير الحد الأدنى من مقومات العيش الآمن، من خلال تشغيل أعمدة الإنارة المعطلة، أو تركيب ما هو مفقود منها في الشارع.

الشارع الغارق في الظلام

غياب الإنارة عن شارع غانم بن راجح لم يكن مجرد غياب للضوء، بل فتح المجال أمام سلسلة من الحوادث المقلقة، التي تنوعت بين اصطدامات مرورية، وسقوط للمارة، وتحركات مشبوهة أثارت قلق السكان.

وتؤكد روايات الأهالي وقوع عدد من الحوادث المؤلمة خلال الأشهر الأخيرة، بعضها أدى إلى إصابات متفاوتة، ما جعل الكثير من العائلات تتجنب المرور من الشارع ليلا، وتضطر إلى اتخاذ طرق أطول وأقل أمان.

أعمدة "كرتونية"

المفارقة المحزنة تكمن في أن بعض أعمدة الإنارة موجودة بالفعل لكنها غير مفعلة، بينما تختفي الأعمدة بشكل كامل في مناطق أخرى من الشارع، مما يعكس خلل مزدوج: أولا في البنية التحتية ذاتها، وثانيا في متابعة وصيانة ما هو قائم.

هذا الواقع زاد من شعور السكان بعدم الثقة في الأداء الخدمي، وطرح علامات استفهام حول آليات المتابعة والتنفيذ في الأحياء السكنية.

بلاغات رسمية بلا جدوى

في محاولة للتعامل مع الوضع، قام عدد من الأهالي بتقديم بلاغات عبر المنصات الرسمية مثل "بلدي" و"صور وأرسل"، لكن بحسب إفاداتهم، لم تكن هناك استجابة فعلية حتى الآن.

هذه المنصات التي أنشئت لتقريب الخدمات من المواطن، تحولت في نظر البعض إلى أدوات شكلية لا تقدم حلول فعلية، بل تساهم في إحباط المواطنين وإشعارهم بالعجز أمام التقاعس المؤسسي.

بيان الأمانة

تحت ضغط الشكاوى المتزايدة، أصدرت أمانة جدة بيان أولي أكدت فيه تلقي بلاغات متعلقة بالإنارة في شارع غانم بن راجح، وأوضحت أن فرق الصيانة بدأت بالفعل في رصد الأعطال وتحديد مواقع الخلل، في إطار خطة لتغطية الأحياء تدريجي وفق أولويات ترتبط بالكثافة السكانية ومستوى الخطورة.

لكن البيان، رغم كونه خطوة في الاتجاه الصحيح، افتقر إلى ما كان المواطنون ينتظرونه بشدة: جدول زمني واضح للتنفيذ. فغياب التوقيت المحدد لبداية ونهاية أعمال الصيانة والإصلاح، جعل البيان في نظر السكان مجرد وعود مؤجلة بلا ضمانات، ما أثار استياءهم وزاد من حدة مطالبهم بالحصول على التزامات فعلية وملموسة.

مطالب السكان

السكان اليوم لا يبحثون عن خدمات ترفيهية أو تحسينات شكلية، بل يطالبون بشيء واحد فقط: الأمان. إنارة الشارع ليست ترف، بل ضرورة يومية تمس حياة الكبار والصغار، وتضمن سلامة المارة والسائقين على حد سواء.

إنها صرخة جماعية خرجت من قلب حي النور، مطالبة الجهات المسؤولة بأن تكون على قدر المسؤولية، وأن تنهي هذا الإهمال الذي طال أكثر من اللازم.

إلى متى يستمر الانتظار؟

شارع غانم بن راجح ليس مجرد طريق ترابي أو زاوية مهملة في أطراف المدينة، بل هو قلب نابض في حي سكني يعج بالحياة.

استمرار إهماله يعد مؤشر مقلق على تراجع مستوى الخدمات في بعض مناطق جدة. فهل ستتحول هذه الصرخات إلى فعل؟ أم أن الظلام سيبقى سيد الموقف؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن ما هو مؤكد أن صبر السكان بدأ ينفد، وأنهم لم يعودوا يحتملون المزيد من الوعود المؤجلة.