تركي حميدان التركي يكشف مفاجئات عن والده المعتقل منذ 19 عام في أمريكا وسبب إطلاق سراحه الآن

تركي حميدان التركي يكشف مفاجئات عن والده المعتقل منذ 19 عام في أمريكا
  • آخر تحديث

في لحظة امتزجت فيها مشاعر الفرح بالدهشة، أعلن تركي حميدان التركي عن صدور قرار الإفراج عن والده، المواطن السعودي حميدان بن علي التركي، بعد أن أمضى نحو عشرين عام خلف قضبان أحد السجون الأمريكية في ولاية كولورادو.

تركي حميدان التركي يكشف مفاجئات عن والده المعتقل منذ 19 عام في أمريكا 

كانت هذه اللحظة بمثابة نهاية لرحلة طويلة بدأت بطموح علمي، ومرت بتعقيدات قانونية وإنسانية، وانتهت بإعلان طال انتظاره من عائلته ومحبيه.

الإفراج المرتقب والعودة إلى الوطن

أشار تركي حميدان التركي إلى أن والده نقل إلى سجن تابع لإدارة الهجرة الأمريكية، في خطوة تمهيدية لاستكمال إجراءات ترحيله إلى المملكة العربية السعودية، وذكر في تصريح خاص:

"الحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه... بفضل الله وتوفيقه صدر حكم الإفراج عن الوالد، ونقل إلى سجن الهجرة في خطوة تمهيدية لإنهاء الإجراءات المتعلقة بعودته إلى أرض الوطن."

وأضاف أن العائلة فضلت تأجيل إعلان الخبر حتى استكمال الإجراءات الرسمية المتعلقة بعودة والده إلى البلاد، حرصا على إنجاح هذه الخطوة المصيرية.

تفاصيل القرار القضائي الأمريكي

جاء قرار الإفراج بعد ثلاثة أيام من المداولات القضائية المكثفة التي جرت في محكمة أمريكية لإعادة النظر في الحكم السابق الصادر بحق التركي.

وقد تقرر إطلاق سراحه بعد هذه الجلسات، وتم تسليمه إلى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية لتتولى الإجراءات الإدارية والترحيل.

لمحة عن بداية القضية

حميدان التركي كان قد ابتعث إلى الولايات المتحدة في إطار برنامج علمي لاستكمال دراساته العليا في مجال اللسانيات.

وانتقل إلى هناك مع زوجته سارة الخنيزان وأبنائه الخمسة، يحمل معه أحلام علمية وأسرية واسعة، غير أن الأحداث سرعان ما أخذت منحى مختلف.

في نوفمبر من عام 2004، اعتقل التركي لأول مرة بتهمة إساءة معاملة خادمته ومخالفة قوانين الإقامة والهجرة، قبل أن يتم الإفراج عنه بكفالة.

لكن في 2 يونيو 2005، أعيد اعتقاله هو وزوجته، وتم توجيه التهم مجددا، ليتحول الأمر إلى قضية معقدة وطويلة، تخللتها جلسات استماع ومرافعات استمرت لسنوات.

الحكم والسجن

في 31 أغسطس 2006، أصدرت المحكمة الأمريكية حكم بالسجن لمدة 28 عام بحق حميدان التركي، وقد أصر التركي، طيلة فترة محاكمته، على براءته، مشدد على أن التهم الموجهة إليه غير صحيحة ومبنية على ادعاءات غير دقيقة.

وفي تطور لاحق للقضية، خففت المحكمة في 25 فبراير 2011 الحكم إلى 8 سنوات، مستندة في قرارها إلى حسن سلوك التركي وتأثيره الإيجابي داخل السجن، بحسب شهادة مسؤول السجن ذاته.

صدى واسع محلي ودولي

حظيت قضية حميدان التركي باهتمام واسع في الأوساط السعودية، سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي.

فقد كانت القضية حاضرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لسنوات، ورافقتها مطالبات متعددة بالإفراج عنه، بالنظر إلى الملابسات التي شابتها، وطبيعة الظروف التي أحاطت بالاتهامات.

تصريح العائلة

في ختام تصريحه، عبر تركي حميدان التركي عن رجائه بأن تكون هذه الخطوة بداية خير، قائلا:

"نسأل الله أن يتمم هذا الفرج بخير، وأن يجعله بداية فرج لكل مظلوم، وأن يحفظ وطننا وولاة أمرنا، إنه سميع مجيب."

انتظار العودة وطي صفحة طويلة

مع صدور قرار الإفراج، تترقب العائلة ومحبو حميدان التركي موعد وصوله إلى أرض الوطن، بعد سنوات من المحنة والصبر.

وتبقى قصته واحدة من أبرز القضايا التي حظيت بمتابعة كثيفة، نظرا لتشابك أبعادها القانونية والإنسانية والاجتماعية.