تعليم أبناء المقيمين في السعودية: ما هي الخيارات الأفضل؟

تعليم أبناء المقيمين في السعودية
  • آخر تحديث

يشهد قطاع التعليم الدولي في السعودية نمو متسارع في الطلب، خصوصا من قبل العائلات المقيمة التي تبحث عن مؤسسات تعليمية توفر مناهج عالمية لأبنائها، في ظل تباين مستويات المدارس الحكومية المتاحة لهم.

تعليم أبناء المقيمين في السعودية

ومع اتساع خيارات التعليم الخاص، تظهر تحديات متعلقة بارتفاع التكاليف، وتفاوت جودة التعليم بين مؤسسة وأخرى، ما يفرض على أولياء الأمور البحث الدقيق عن الأنسب من حيث المنهج، البيئة التعليمية، والكلفة.

ويتزامن هذا التوجه مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تطوير البيئة التعليمية والانفتاح على النماذج العالمية، حيث تقدم وزارة التعليم تسهيلات متزايدة لترخيص المدارس الدولية وجذب الاستثمارات في القطاع التعليمي الخاص.

نمو متواصل للمدارس الدولية في السعودية

خلال السنوات الأخيرة، ارتفع عدد المدارس الدولية بشكل ملحوظ في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والخبر والدمام، مدفوعة بزيادة أعداد المقيمين وارتفاع الطلب على التعليم المرتبط بمناهج أمريكية، بريطانية، فرنسية، هندية، وباكستانية.

ويفضل الكثير من أولياء الأمور هذه المدارس لأسباب تتعلق بجودة التعليم، استخدام اللغة الإنجليزية أو الفرنسية كلغة أساسية، وارتباط المناهج باختبارات عالمية مثل SAT وIGCSE وIB، ما يسهل انتقال الطالب لاحقا إلى جامعات دولية.

وتعتبر مدارس مثل "المدرسة البريطانية الدولية" في الرياض، و"المدرسة الأمريكية العالمية" في جدة، و"مدرسة الباكستان الدولية" في الدمام، من بين الخيارات الرائجة التي تلبي احتياجات شرائح متنوعة من المقيمين.

الفروقات في الرسوم وجودة التعليم

تتفاوت الرسوم الدراسية بشكل كبير بين مدرسة وأخرى، حيث تبدأ بعض المدارس الدولية برسوم سنوية تقدر بنحو 15 ألف ريال، بينما تتجاوز الرسوم في مدارس النخبة 80 ألف ريال سنويا للمرحلة الثانوية.

ويرجع هذا التفاوت إلى عدة عوامل، منها موقع المدرسة، جنسية المعلمين، نوع المنهج المقدم، مستوى التجهيزات، والأنشطة المرافقة.

ومع ذلك، لا تعني الرسوم العالية بالضرورة جودة أفضل، حيث سجلت تقارير أولياء الأمور تفاوت في جودة التعليم حتى داخل نفس الفئة السعرية.

كما أشار مختصون في الشأن التربوي إلى أهمية تقييم المدرسة من حيث نتائج الطلاب في الاختبارات الدولية، وعدد الاعتمادات التي حصلت عليها، ونسبة المعلمين الأجانب المؤهلين.

خيارات بديلة وخطط حكومية للتطوير

إلى جانب المدارس الدولية، تتوفر أيضا مدارس أهلية تقدم مناهج معتمدة باللغة العربية، وأخرى تقدم مناهج أجنبية برسوم أقل، ما يوفر خيارات إضافية للطبقة المتوسطة من المقيمين.

كما بدأت بعض المدارس الحديثة بتطبيق مناهج هجينة تجمع بين المنهج الوطني والمناهج الدولية، ما يمثل توجه جديد في السوق التعليمي.

وفي هذا السياق، تعمل وزارة التعليم بالتعاون مع هيئة تقويم التعليم والتدريب على تعزيز الرقابة على جودة التعليم في المدارس الدولية، ووضع مؤشرات تقييم تتيح لأولياء الأمور اختيار المدرسة وفق معايير موضوعية وشفافة.

نصائح لاختيار أفضل مدرسة لأبناء المقيمين

يوصي الخبراء عند اختيار المدرسة بمراعاة عدة عوامل رئيسية، تشمل:

  • اعتماد المدرسة من جهات دولية مثل NEASC أو Cambridge أو IB.
  • نسبة النجاح في الاختبارات الدولية.
  • تقييمات أولياء الأمور والطلاب.
  • توفر الدعم الأكاديمي والأنشطة اللاصفية.
  • مدى استعداد المدرسة للتعامل مع اختلاف الخلفيات الثقافية واللغوية.

ومع ازدياد تنافسية السوق، أصبح من الضروري للمقيمين التحقق من جميع التفاصيل التربوية والمالية قبل تسجيل أبنائهم، لتفادي التكاليف غير المتوقعة وضمان تجربة تعليمية متميزة.

المصادر