الحصيني يبشر سكان الرياض بنهاية مبكرة لموجات الحر وعودة الاجواء المعتدلة بداية من هذا التاريخ

الحصيني يبشر سكان الرياض بنهاية مبكرة لموجات الحر وعودة الاجواء المعتدلة
  • آخر تحديث

في حديث علمي مهم للباحث المعروف في شؤون الطقس وعضو لجنة "تسميات المناخية"، عبدالعزيز الحصيني، كشف عن تقسيم دقيق لدرجات الحرارة خلال أشهر الصيف، مبين نمط متكرر في المناخ يسهل على الإنسان فهم طبيعة الطقس والتعامل معه بمرونة.

الحصيني يبشر سكان الرياض بنهاية مبكرة لموجات الحر وعودة الاجواء المعتدلة

وركز في حديثه على ظاهرة "موجات الحر" بوصفها أحد أبرز التحديات المناخية التي تواجه السكان في المناطق الحارة، مع توضيح لطبيعتها ومدتها وكيفية التكيف معها.

تصنيف درجات الحرارة في الصيف

أشار الحصيني إلى أن درجات الحرارة في فصل الصيف لا تسير بوتيرة واحدة، بل يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات رئيسية، وهي:

  • حرارة مقبولة
    • وهي تلك الأجواء التي يمكن للإنسان التعايش معها بسهولة نسبيا، حيث لا تتجاوز الحرارة مستويات تعد مقلقة أو مؤثرة على الأنشطة اليومية.
    • هذه الفئة غالبا ما تسود في بدايات الصيف أو نهاياته، وتعد فترات راحة وسط حرارة الموسم.
  • حرارة متوسطة
    • تمثل هذه المرحلة الوضع الانتقالي بين الحرارة المقبولة والمرتفعة جدا، وهي شائعة في أغلب أيام الصيف.
    • قد تتطلب نوع من الحذر، لكن لا تكون مزعجة بدرجة كبيرة، ما يجعلها فترة مناسبة للأعمال اليومية مع بعض الاحتياطات.
  • حرارة شديدة (موجات الحر)
    • هنا يصل الطقس إلى ذروته من حيث الارتفاع في درجات الحرارة، وغالبا ما يصاحب هذه الفئة تحذيرات صحية أو مناخية.
    • يعرف هذا النوع من الطقس باسم "موجات الحر"، والتي تثير القلق لدى العامة بسبب آثارها على الصحة العامة، واستهلاك الطاقة، ونمط الحياة بشكل عام.

موجات الحر

أوضح الحصيني أن موجات الحر الشديدة لا تستمر على حالها لفترات طويلة كما قد يظن البعض، بل تعد ظاهرة قصيرة المدى غالبا ما تدوم بين ثلاثة إلى خمسة أيام فقط.

وخلال هذه الفترة، تتصاعد درجات الحرارة إلى مستويات قد تكون غير معتادة، مما يفرض على الناس التزام الحذر والبقاء في أماكن باردة أو مكيّفة.

وبعد انتهاء هذه الموجة، تتراجع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، لتعود إلى مستويات متوسطة أو حتى مقبولة لفترة من الزمن، قبل أن تعاود الارتفاع لاحقا.

وهذا التباين الدوري يخفف من وقع الصيف القاسي، ويمنح الجسم والنظام البيئي فترة استراحة من شدة الحرارة.

رحمة ربانية في توزيع حرارة الصيف

لفت الحصيني النظر إلى أن هذه الدورة الحرارية المتقلبة بين ارتفاع شديد وهدوء نسبي تعد من دلائل الرحمة الإلهية بالناس، حيث لا تبقى درجات الحرارة على نمط قاسي وثابت طوال أشهر الصيف، بل تتخللها فترات يسهل التكيف معها.

وهذا النمط المتقطع يتيح للسكان الترتيب والتخطيط لأعمالهم، مع تأجيل الأنشطة الشاقة إلى فترات الهدوء المناخي.

أهمية إدراك نمط التباين الحراري في التأقلم مع الطقس

اختتم الحصيني مداخلته بالتأكيد على أن الوعي بهذا النمط المتكرر يعد عامل مساعد كبير في التعامل مع صيف المناطق الحارة، خصوصا تلك التي تشهد تفاوت كبير في درجات الحرارة بين النهار والليل أو بين أسبوع وآخر.

فالاستعداد النفسي والمعرفي يساعد في تخفيف التأثيرات السلبية للحر، سواء على الصحة أو على نمط الحياة بشكل عام.

المعرفة بالمناخ وسيلة للحماية والتخطيط

من خلال هذا التحليل الذي قدمه الباحث عبدالعزيز الحصيني، يتضح أن فهم التغيرات المناخية، وتحديد فترات ذروة الحرارة وفترات الاعتدال، هو من أهم أدوات التكيف مع صيف بات يشهد سنويا موجات متكررة من الحر الشديد.

وهذا الوعي المناخي لا يسهم فقط في راحة الأفراد، بل يساهم أيضا في التخطيط الحضري، وإدارة الطاقة، وتوجيه السياسات الصحية بما يتناسب مع الظروف البيئية المحيطة.