ليست إيران.. دولة إسلامية وحيدة تخالف السعودية إعلان الأربعاء أول أيام شهر ذو الحجة

دولة إسلامية وحيدة تخالف السعودية إعلان الأربعاء أول أيام شهر ذو الحجة
  • آخر تحديث

في خطوة لافتة، خالفت ماليزيا الموعد الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لبداية شهر ذو الحجة للعام 1446 هجري، لتكون بذلك الدولة الإسلامية الوحيدة التي لم تعتمد يوم الأربعاء 28 يونيو 2025 أول أيام هذا الشهر الفضيل، معلنة بدلا من ذلك أن يوم الخميس 29 يونيو هو غرة ذو الحجة وفقاً لمراصدها المحلية.

دولة إسلامية وحيدة تخالف السعودية إعلان الأربعاء أول أيام شهر ذو الحجة

ويأتي هذا التباين بعد إعلان المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية مساء يوم الإثنين 26 يونيو 2025، ثبوت رؤية هلال شهر ذو الحجة في مرصد تمير، ما أدى إلى إعلان يوم الأربعاء 28 يونيو غرة الشهر، على أن يكون الوقوف بعرفة يوم الخميس 6 يوليو 2025، وعيد الأضحى يوم الجمعة 7 يوليو.

وقد سارعت معظم الدول الإسلامية والعربية إلى اعتماد هذا التوقيت، تأكيد لوحدة الصف والمناسبة، في حين اختارت ماليزيا نهج مختلف.

أعلنت المحكمة العليا في السعودية، وهي الجهة المختصة شرعيا في إعلان بدايات الأشهر الهجرية، أن فريق الرصد الفلكي في مرصد تمير تمكن من رؤية هلال ذو الحجة بعد مغيب شمس يوم الاثنين، الموافق 29 من شهر ذي القعدة، وهو ما يتوافق مع معايير الرؤية الشرعية المعتمدة لدى المملكة.

وتعد السعودية المرجع الأبرز في تحديد مناسك الحج لما لها من مكانة روحية بوصفها موطن الحرمين الشريفين، وهو ما يدفع العديد من الدول الإسلامية إلى تبني ما تعلنه المملكة بخصوص مواقيت الأشهر الحرم، خاصة ذو الحجة، مراعاة لوحدة المسلمين في أداء مناسك الحج والاحتفال بعيد الأضحى.

رؤية الهلال

في المقابل، أعلنت الهيئة الوطنية لرؤية الهلال في ماليزيا أن فرق الرصد لم تتمكن من رؤية الهلال مساء يوم الإثنين في أي من المراصد الرسمية، ما جعلها تعلن أن الأربعاء سيكون المتمم لشهر ذي القعدة، والخميس هو بداية شهر ذو الحجة.

وبررت الهيئة موقفها بالاعتماد على الحسابات الفلكية والرؤية المحلية، وهو النظام الذي تتبعه ماليزيا منذ سنوات ضمن منظومة مستقلة لا ترتبط برؤية الدول الأخرى، بما في ذلك السعودية.

هذا الانقسام الزمني لا يعد جديد بين بعض الدول الإسلامية، إذ تختلف مرجعيات الرؤية الشرعية بين الدول، فبينما تعتمد السعودية على الرؤية البصرية مع الاستئناس بالحساب الفلكي، تعتمد دول مثل ماليزيا وإندونيسيا على الجمع بين الرؤية الشرعية والاعتبارات العلمية الفلكية الدقيقة.

وقد أثار إعلان ماليزيا تساؤلات بين الجاليات الإسلامية المقيمة هناك، خصوصا أولئك الذين يرتبطون في مناسباتهم الدينية بتوقيت المملكة العربية السعودية.

ويظهر هذا التباين بوضوح في تنظيم شعائر عيد الأضحى، وصيام يوم عرفة، حيث يتوجب على المسلمين في ماليزيا تحديد صيامهم وفقا لموعد يوم الوقوف بعرفة في السعودية إن كانوا يرغبون في مواكبة التوقيت العالمي للحج.

كما أن القرار الماليزي قد يؤثر في التغطيات الإعلامية والنقل الموحد لمشاهد الحج من مكة المكرمة، وهو ما اعتادت كثير من الشعوب الإسلامية متابعته سنويا في تناغم روحي وزمني موحد.

يثير هذا النوع من التباين سنويا نقاش فقهي وفلكي حول إمكانية توحيد الرؤية الهلالية بين الدول الإسلامية، لا سيما في المواسم الدينية الكبرى، وهو أمر تدعو إليه منظمات إسلامية عديدة، بينما يرى آخرون أن لكل دولة سيادتها في تحديد بدايات الشهور، وفق أنظمتها المحلية.

وبين هذا وذاك، تبقى السعودية المرجع الروحي الأهم لتحديد مناسك الحج، في حين تستمر بعض الدول، ومنها ماليزيا، في الحفاظ على استقلالية قراراتها استناد إلى أسس علمية وشرعية محلية.

المصادر