الحصيني يكشف عن توقعات الطقس للثلاثة الأسابيع القادمة بعد دخول المرحلة الثانية من فصل الصيف ويحدد أكثر المناطق سخونة في المملكة خلالها

الحصيني يكشف عن توقعات الطقس للثلاثة الأسابيع القادمة
  • آخر تحديث

أعلن الباحث المختص في شؤون الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني عن دخول أحد أبرز وأشد المواسم المناخية في الجزيرة العربية، وهو موسم الجوزاء، الذي يمتد لمدة 26 يوم تبدأ اعتبارا من الخميس 8 من شهر محرم لعام 1447 هـ، الموافق 3 يوليو 2025 م.

الحصيني يكشف عن توقعات الطقس للثلاثة الأسابيع القادمة 

الجوزاء ليست مجرد محطة زمنية في التقويم الفلكي، بل تعد واحدة من أشد فترات الصيف حرارة، وتندرج ضمن ما يعرف بـ"النجوم"، وهي تقسيمات مناخية يستخدمها العرب قديما في رصد أحوال الطقس والزراعة، يمتاز هذا الموسم بتقسيمه إلى فترتين متتابعتين، تعرف كل واحدة منهما باسم فلكي تقليدي:

  • الهقعة: تمتد لمدة 13 يوم.
  • الهنعة: تليها مباشرة لمدة 13 يوم أخرى.

وبذلك يكمل موسم الجوزاء دورته المناخية في 26 يوم تحمل في طياتها تحولات جوية ملحوظة وظواهر موسمية مألوفة في بيئة الخليج وشبه الجزيرة العربية.

السمات المناخية للجوزاء

وفقا لما أوضحه الحصيني، يعتبر هذا الموسم ذروة الحرارة اللاهبة، حيث:

  • تبلغ درجات الحرارة مستويات قياسية، خصوصا في المناطق الداخلية من المملكة العربية السعودية.
  • تنشط ما يعرف بـ"رياح السموم"، وهي رياح جافة شديدة السخونة، تلهب الأجواء وتزيد من مشقة الحياة اليومية.
  • يعرف هذا الوقت أيضا باسم جمرة القيظ، أي ذروة وهج الصيف.

تعد هذه الفترة اختبار حقيقي لأنظمة البنية التحتية، وبشكل خاص شبكات الكهرباء التي تواجه ضغط متزايد نتيجة الاستخدام المكثف لأجهزة التبريد.

الجوزاء وبدء نضج الثمار

بعيد عن قسوة الحر، يحمل موسم الجوزاء أيضا بشارة للمزارعين ومُحبي التمور، إذ يطلق عليه في الثقافة الشعبية "طباخ التمر". ففيه:

  • تبدأ النخيل بإنتاج بواكير ثمارها.
  • تظهر علامات النضج الأولي للتمر، وخصوصا في المناطق الحارة مثل الأحساء والخرج والقصيم.
  • يكون المزارعون على موعد مع بداية مرحلة "الخراف"، أي جمع الثمار المبكرة.

التحذير من الإجهاد الحراري

نظرا للظروف المناخية القاسية خلال هذا الموسم، من المهم التنبه إلى الإجراءات الوقائية، حيث يوصى بـ:

  • تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في فترات الظهيرة.
  • الإكثار من شرب السوائل والماء.
  • التقليل من الأنشطة الخارجية قدر الإمكان خلال ذروة الحرارة.
  • استخدام الواقيات الشمسية والحفاظ على برودة المنازل.

موسم يحمل حكمة الطبيعة وذاكرة الأجداد

الجوزاء هو أكثر من مجرد فصل صيفي، إنه فصل من فصول الحكمة الفلكية التي توارثها العرب عبر الأجيال، يجمع بين قسوة المناخ وكرم الطبيعة، بين وهج الشمس ونضج الثمار.

وها هو يبدأ مجددا في سماء المملكة، ليذكرنا بأن لكل فصل خصائصه، ولكل موسم أثره في حياة الإنسان والطبيعة.