السعودية: الحياة الفطرية تعلن ظهور نوع جديد من الطيور الجارحة لأول مرة في السعودية وتحدد موقع تكاثرها

الحياة الفطرية تعلن ظهور نوع جديد من الطيور الجارحة لأول مرة في السعودية
  • آخر تحديث

في خطوة جديدة تؤكد جهود الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي في المملكة، أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن رصد مجموعة من النسور السمراء في منطقة بلحمر الواقعة جنوب غرب المملكة.

الحياة الفطرية تعلن ظهور نوع جديد من الطيور الجارحة لأول مرة في السعودية

وقد شمل الرصد مجموعة من النسور اليافعة التي غادرت أعشاشها مؤخرًا، ما يدل على استمرار نشاط التكاثر في هذه المنطقة الحيوية.

إشارة إيجابية لصحة النظام البيئي

وصف المركز هذا الحدث بأنه مؤشر قوي على سلامة النظام البيئي في المنطقة، ويعكس نجاح السياسات البيئية والرقابية التي تهدف إلى إعادة التوازن البيئي وحماية الكائنات البرية المهددة.

وأضاف أن النسر الأسمر يعد من الطيور المقيمة دائمة الوجود في المملكة، حيث تم توثيق تكاثره سابقا في عدة مواقع منها جبال طويق، حائل، تبوك، وجبال السروات، وتعد جروف تنومة وجبال القهر من أبرز البيئات التي يفضلها هذا الطائر.

مواصفات بيولوجية للنسر الأسمر

يعد النسر الأسمر من أضخم الطيور الجارحة التي تحلق في أجواء المملكة، ويتميّز بجسم قوي وريش بني داكن. يتراوح طوله ما بين 93 و110 سنتيمترات، أما عرض جناحيه المذهل فيصل إلى ما بين 230 و269 سنتيمتر، ما يمنحه قدرة عالية على التحليق لمسافات طويلة بحثًا عن الغذاء.

بيئة المعيشة والسلوك الغذائي

يفضل هذا النوع من النسور المرتفعات الجبلية والمنحدرات الصخرية كمواطن للتكاثر والتعشيش، وتضع الأنثى بيضة واحدة فقط في كل موسم، ما يجعل معدل التكاثر منخفض نسبي ويزيد من حساسية النوع تجاه أي تهديدات بيئية.

ويتغذى النسر الأسمر بشكل رئيسي على جثث الحيوانات النافقة، وهو بذلك يساهم في تنظيف البيئة من بقايا الكائنات الميتة، مما يقلل من احتمالية انتشار الأمراض والأوبئة.

أهمية بيئية لا يمكن تجاهلها

تكمن أهمية النسر الأسمر البيئية في دوره الحيوي ضمن السلسلة الغذائية، حيث يعد من الطيور الكانسة التي تساهم في الحفاظ على النظافة الطبيعية للتضاريس.

غيابه من البيئات الطبيعية قد يؤدي إلى تراكم بقايا الحيوانات، ما يشكل بيئة خصبة لانتقال الأمراض بين الحيوانات وحتى البشر.

تهديدات تحدق بالنسر الأسمر

رغم هذه الأهمية البيئية البالغة، يواجه النسر الأسمر تحديات خطيرة تهدد استمراريته، أبرزها:

  • التسمم العرضي الناتج عن تناوله لجثث حيوانات تحتوي على مواد سامة أو ملوثة.
  • فقدان مواقع التعشيش بسبب التوسع العمراني والتعدي على المناطق الجبلية التي تمثل موطنه الطبيعي.

جهود وطنية لحمايته

أكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن العمل جاري على تعزيز الحماية البيئية وتوفير بيئات مناسبة لتعشيش النسور والحفاظ على توازنها البيولوجي.

كما أشار إلى أهمية توعية المجتمع بدور هذه الكائنات والتعاون في حمايتها، مؤكد أن استمرارية النسر الأسمر تعني استمرارية النظام البيئي الصحي للمملكة العربية السعودية.